شتاء الخليج يواجه احتمالات تقلبات مناخية غامضة

رصد (MenaCC) يدعو الى أهمية رفع درجة الحيطة والحذر أحداث مهمة

28 أكتوبر، 2019


28 أكتوبر 2019

قسم أبحاث مركز (MenaCC)

ملخص التقرير :  مع قرب بداية فصل الشتاء، تواجه دول الخليج احتمالات جدية لتسجيل ظواهر مناخية عنيفة كهطول الأمطار بغزارة مع عواصف رعدية في فترات متقطعة وهو ما قد يخلف مخاطر تهدد حياة وصحة البشر وكذلك البنية التحتية.

وحسب رصد قام به مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) لأهم المخاطر المناخية التي تواجه دول مجلس التعاون في الفترة المقبلة اعتمادا على عدد من المؤشرات الدولية التي تراقب تقلبات المناخ في العالم (بيانات من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وNOAAو Climate الأمريكيتين، وsevere weather الأوروبية)، فان شتاء هذا العام قد يتأخر موعده في دول كثيرة في العالم وخاصة دول الخليج نظرا لطول فترات الحرارة غير المسبوقة التي سجلتها دول المنطقة هذا العام بفعل تداعيات الاحتباس الحراري وانبعاثات الغازات الدفيئة.

ومن المتوقع أن تكون درجات الحرارة في فصل الشتاء في أغلب مناطق الشرق الأوسط والخليج أعلى من المعدل الطبيعي، مع فترات برد أكثر من المعتاد في منتصف وأواخر يناير ومطلع وأواخر فبراير. واحتمال هطول الأمطار سيكون أعلى من المعتاد.

وحسب دراسة المؤشرات الدولية، فان الشتاء المرتقب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج التي تعرف مناخاً صحراوياً قاسياً، سيكون في أغلب فتراته دافئا مع ميل الى تسجيل تقلبات مفاجئة ومحدودة لا يمكن التنبؤ أحياناً بحجم أضرارها، وهو وما يجعلها في خانة (الغامضة).

لكن على الرغم من المناخ الصحراوي الجاف الا أن زيادة تعرض منطقة الخليج للاحتباس الحراري من المتوقع أن تجعل الشتاء من هنا فصاعداً مختلفاً على ما اعتاده المواطن الخليجي. اذ يرجح الرصد زيادة تذبذب حالة الطقس الشتوي حيث تشير التنبؤات المناخية الى احتمال طول فترات الدفء في فصل الشتاء مع توقع تقلص نشاط الكتل الهوائية والضغط الجوي القادمة من القطبين. الا أن ذلك لا يمنع من توقع ظواهر مناخية شديدة ومحدودة كتسجيل هطول أمطار غزيرة أو رياح قوية أو موجات برد قارس. ولا تبدو منطقة الخليج بمفردها من تواجه تقلبات مناخية غامضة خلال شتاء هذا العام فعدد من مناطق العالم عرضة بدورها لتقبات مفاجئة قد تفوق التوقعات وهو ما يزيد حالة غموض الظواهر المناخية في شتاء هذا العام.

ويبقى التحدي الحقيقي أمام الحكومات الخليجية ومنظماتها المدنية يكمن في حسن الاستعداد لاحتمالات تداعيات فترات هطول الامطار وغزارتها واحتمال تحولها الى فيضانات قد تضر بالبنية التحتية خاصة في المدن غير المهيئة بشكل كبير. كما تزيد التحذيرات التي يجدر أخذها على محمل الجد من احتمال تعرض البنى التحتية لتهديد السيول وهو ما يستدعي أهمية مراجعة سلامة المنشآت الحيوية خاصة الجسور والأنفاق.

ويرجع رصد احتمالات زيادة مخاطر تقلبات الطقس الشتوي لتداعيات الحرارة غير المسبوقة التي شهدها صيف دول الخليج والتي من المرجح ان يكون لها آثار على مناخ الشتاء والذي من المتوقع أن تنخفض فيه درجات الحرارة في فترات متراوحة ولكن محدودة الى ما دون الصفر.

ويتوقع الرصد وفق حساب مؤشرات تتبع تغيرات المناخ في الشرق الأوسط والعالم أن موجة الحر التي امتدت لأطول من فترة فصل الصيف المعتادة ستتسبب في تقلبات مباشرة محدودة قد تشهدها بعض دول الخليج وقد يصل تصنيف بعضها الى درجة التقلبات العنيفة والتي تستدعي الحذر، حيث يجدر التنبيه من احتمالات نشوب عواصف وزيادة نشاط الصواعق وخطر فيضانات ورياح قوية.

ومن المتوقع أن تقلبات الطقس الخليجي ستبقى غامضة وقاسية عبر الصحاري خاصة في المملكة العربية السعودية والإمارات. كما أن انخفاض درجة الحرارة لتصل الى التجمد وتساقط الثلوج في بعض المناطق في السعودية على سبيل المثال يثير اهتمام خبراء الأرصاد الذي يدرسون زيادة احتمالات ظاهرة غزارة الامطار في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تتحول إلى فيضانات وسيول شديدة ومفاجئة كالتي حدثت في الرياض والإمارات العربية المتحدة والكويت.

ويستدعي التحذير اتحاذ مواطني دول مجلس التعاون الخليجي كافة الحيطة والحذر خاصة المتساكنين قريبا من السواحل أو الذين يزاولون خاصة أنشطة بحرية كالرحلات والترفيه والصيد. كما تبرز ضرورة اتخاذ تدابير الوقاية من الأمراض التي قد تصاحب موجات البرد وتقلبات الطقس المحدودة.

وتجدر الإشارة الى أن تقليص احتمالات طول فترات موجات البرد القارس التي ستكون محدودة قد لا يدفع زيادة الطلب على خدمات التدفئة وتسوق الملابس الشتوية، لكن قد ينشط الاقبال على خدمات الصحة خاصة فيما يتعلق بالوقاية من الامراض المعدية والاوبئة التي عادة ما تظهر خلال التقلبات المناخية.

 

المصدر: إدارة الأبحاث ورصد المخاطر في مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)