– الانتقام الإيراني قد يتحول الى إرهاب يطال السعودية والكويت
– الرد الإيراني على مقتل سليماني لن يكون تقليدياً
4 يناير 2020
قسم ادارة رصد المخاطر، مركز (MenaCC)
ملخص التقرير : قفزت درجة توقع مخاطر صراع عسكري وشيك ومحدود في محيط الخليج العربي الى حدودها القصوى أكثر من أي وقت مضى بين الثلث الأول الى حدود رمضان من العام الجاري 2020 على خلفية اغتيال واشنطن لأهم رجل عسكري ميداني في إيران وهو الجنرال قاسم سليماني مهندس حروب إيران الخارجية على امتداد العقدين الماضيين وقائد قوة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وترجح إدارة رصد المخاطر في مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) اعتمادا على دراسة أحدث مؤشرات التصعيد والانتشار والتأهب والتحرك العسكري الميداني في المنطقة، عشرة سيناريوهات أكيدة ومرجحة للانتقام الإيراني لمقتل سليماني يؤكدها خبراء عسكريون وتقارير أمنية متخصصة في طبيعة العقيدة العسكرية للحرس الثوري الايراني. ومن المرجح أن تكون العراق مسرح أهم أهداف احتمالات الرد الإيراني على الغارة الامريكية التي قتلت أهم رجل عسكري لديها مع عدم استبعاد أي عدوان خارجي بالوكالة يستهدف مصالح أمريكية في دول الخليج. وخارج المسرح العراقي أو مضيق هرمز أو مياه الخليج، تعتبر القواعد العسكرية الأمريكية في الكويت ومصالح واشنطن الكبيرة في السعودية من أهم الأهداف التي يمكن ان يطالها العدوان الايراني وان كانت مستبعدة. وتتلخص السيناريوهات العشرة للانتقام الإيراني كالتالي:
أولا: ضرب القواعد العسكرية الأمريكية داخل بغداد بصواريخ من داخل العراق والسعي لإلحاق أكثر الخسائر بها
ثانيا: ضرب مقر السفارة الامريكية في بغداد بهجوم صاروخي او متفجرات
ثالثا: اسقاط طائرة نقل عسكرية في العراق
رابعا: مهاجمة حاملة طائرات او مدمرة أمريكية بمياه الخليج بالصواريخ أو السفن المتفجرة
خامسا: تكثيف عمليات تفجيرات السيارات المفخخة المستهدفة للأرتال الجيش الأمريكي بالعراق
سادسا: اغتيال مسؤول عسكري امريكي رفيع بالعراق او المنطقة
سابعا: تعطيل حركة الملاحة بمضيق هرمز وزرعه بالألغام
ثامنا: استهداف القواعد العسكرية الأمريكية خارج العراق والقريبة من إيران وهذا احتمال مستبعد
تاسعا: تنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات متزامنة وفي كثر من بلد في الشرق الأوسط بما فيها دول الخليج تستهدف مصالح سياسية وعسكرية أمريكية، وعلاوة على ذلك يمكن اضافة إمكانية ضعيفة لاستهداف الولايات المتحدة داخل أراضيها عبر عملية إرهابية.
عاشرا: استهداف السفارة الامريكية بلبنان مع احتمال ضعيف لاستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية متاخمة للبنان.
ارتفاع مؤشر المخاطر الخارجية على دول الخليج
رصد المركز زيادة ارتفاع مؤشر المخاطر الخارجية على دول الخليج وإمكانية استهداف مصالحها وتجارتها وحركة ملاحتها في مياه الخليج. وعلى الرغم من تقليص إدارة رصد المخاطر من احتمالات حرب موسعة وشاملة واقتصار الصراع بين إيران والولايات المتحدة على ضربات خاطفة، الا أن التهديدات الخارجية على دول الخليج ارتفعت عقب مقتل قائد فيلق القدس نظرا لتهديدات إيران الجدية لاستهداف مصالح أمريكية في المحيط الجغرافي الخليجي الحاضن لانتشار عسكري امريكي.
ومن المرجح ألا تستعجل إيران في عملية الانتقام لمقتل سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي في عملية في فجر اول جمعة من السنة الجديدة في بغداد، بل قد تعمل طهران الى مباغتة مصالح واشنطن في المنطقة واستهدافها عبر هجمات مفاجئة ومحددة وقد تكون أيضا عشوائية اما من خلال ضربات صاروخية لقواعد او طائرات او سفن حربية أمريكية او الامر بتنفيذ عمليات إرهابية متفرقة عبر وكلاء طهران وحلفائها في مناطق نفوذها في العراق او اليمن او لبنان بصفة خاصة. وقد لا تستبعد اهداف إسرائيلية من مرمى صواريخ إيرانية قد تطلق عبر قواعد حزب الله المتاخمة لحدود الدولة العبرية.
وحسب دراسة تكتيكات ردود إيران العسكرية الانتقامية منذ الحرب الإيرانية العراقية، فعادة ما تعمد الى ضربات غير مباشرة انتقامية تستهدف مصالح ديبلوماسية او عسكرية لواشنطن. والمثير للقلق أن عمليات الانتقام لمقتل منفذ مخطط توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة والمشرف على العمليات الخاصة الإيرانية الخارجية قد تسند لقوات خارجية تابعة لفيلق القدس بإسناد من الحرس الثوري. وفي ضوء هذا السيناريو المرجح، من المتوقع أن تبادر بشكل حثيث وفي وقت قريب مليشيات أو فرق ايرانية خاصة او مرتزقة تابعة بصفة مباشرة لفيلق القدس والمرابطة في مواقع مختلفة في دول حليفة لإيران، بتنفيذ خطط اغتيالات او تفجيرات تستهدف مصالح أمريكية في الشرق الأوسط وخاصة في دول الخليج. الى ذلك قد تعمد عناصر إيرانية متطرفة من المتعصبين والموالين لقاسمي في فيلق القدس الى مخططات إرهابية ضد مصالح واشنطن في الخليج وقد تكون على شاكلة الذئاب المنفردة للانتقام لقائدهم وقد تحمل أيضا شعارات دينية وطائفية.
وليس مستبعدا ان يأمر الحرس الثوري ميلشياته الداعمة للحوثيين في اليمن بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مصالح أمريكية بالسعودية وقد لا تستثني أيضا اهداف سعودية في ظل رغبة إيرانية للانتقام قد تخرج عن السيطرة وتورط دولا خليجية في صراع محتمل ضد واشنطن.
الى ذلك قد تعمد قوات الحرس الثوري الإيراني الى تجييش خلايا لها في دول الخليج للقيام بعمليات متفرقة تستهدف مصالح أمريكية وهو ما يجعل الدول الخليجية الحاضنة للقواعد الأمريكية الأكثر استهدافا في المرحلة المقبلة بما في ذلك العراق والذي المرجح ان يشهد صراعات دموية واحياء لصراع طائفي مع احتمال دعم إيران للصحوات المناهضة لتواجد الجيش الأمريكي في العراق بصفة خاصة.
وفي حال اعتمدت إيران الرد الخارجي غير المباشر عبر أذرع الحرس الثوري انتقاما لمقتل سليماني فقد تزيد درجة تهديد المصالح الامريكية المباشرة في دول الخليج المتاخمة لإيران والتي تحتض احدى اهم قواعد الجيش الأمريكي في المنطقة.
المصدر: فريق رصد المخاطر في مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)