ظاهرة مناخية تجعل خريف الخليج والعالم العربي جاف ومتقلب جداً وتؤثر سلباً على انتشار كورونا

"لا نينا" تزيد من حدة غموض تقلبات الطقس الخليجي والعربي خلال الخريف والشتاء أحداث مهمة

26 أغسطس، 2020


ادارة أبحاث المركز

(MenaCC)

26 أغسطس 2020

ملخص: تهدد حدة الحرارة العالية زيادة توقع ظواهر مناخية حادة في فصل الخريف المقبل كاحتمال زيادة تقلبات الطقس وزيادة مخاطر هطول الأمطار بغزارة وبشكل غير منتظم فضلاً عن زيادة رصد ذوبان الثلوج وزيادة منسوب المياه الذي قد يغمر بعض المناطق الساحلية ويهدد الأنشطة البحرية.

ومن المحتمل حسب رصد لمركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) أن اتجاهات تقلبات الطقس في فصل الخريف ستكون مصدر ضغط إضافي وعامل مقلق قد يعقد من تقييم توقعات الوضع الوبائي ويجعل مهمة التأكد من نجاعة لقاح كورونا صعباً حيث من المتوقع ان التقلبات الجوية ستزيد من معدلات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية والتي قد تتداخل مع عوامل فيروس كورونا وتستنزف جهود المنظومات الصحية في الدول لتمييز الاختلاف في الأعراض بين فيروس كورونا المستجد والانفلونزا العادية ناهيك عن أعراض الربو.

وتشير اتجاهات الطقس الدولية في فصلي خريف 2020-شتاء 2021 الى زيادة احتمال انتشار أمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي كالربو والإنفلونزا وذلك تزامناً مع رصد توقعات زيادة التلوث. وتُعد هذه الأمراض من العوامل المعقدة لـCOVID19، والتي قد تأثر سلباً على جهود الحكومات والشركات في طرح علاج فعّال في المستقبل.

وقد وجدت تقنية تحليلات اتجاهات الطقس الى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين طبيعة الطقس وزيادة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي على غرار الربو الذين يعاني منه الناس أكثر في فصل خريف أكثر دفئًا وجفافًا كما هو متوقع لخريف هذا العام.[1]

وتظهر التوقعات عودة محتملة لظاهرة “النينا” خلال الأربع الأشهر المقبلة من سبتمبر إلى نوفمبر وحتى ديسمبر وفبراير، مع ضعف طفيف في ديسمبر-فبراير. وخلال هذه الفترات، من المرجح ان تسجل دول كثيرة في العالم بما فيها دول الخليج بصفة خاصة تقلبات مناخية على مستوى الحرارة والامطار مع تراجع طفيف لهذه التقلبات ابتداء من أكتوبر الى ديسمبر.

وتتوافق اتجاهات هطول الأمطار في بعض المناطق العربية كمنطقة الخليج العربي مع ظروف “لا نينا” الضعيفة والمتوسطة المتوقعة والتي قد تسبب زيادة درجات الحرارة فوق العادية التي قد تجعل فصل الخريف أكثر جفافاً من المعتاد[2].

وبناء على النماذج المناخية  تم رصد بدء تأثير ظاهرة “النينا “على العالم بما في ذلك العام العربي خلال فصل الخريف المقبل، حيث تؤدي هذه الظاهرة على الأرجح إلى اضطرابات حادة في حركة الغلاف الجوي خلال الأشهر المقبلة، مما قد يسبب زيادة تشكل احتمالات السيول والفيضانات والعواصف وموجات الجفاف في مختلف مناطق العالم[3] بما في ذلك منطقة الخليج.

وتؤثر ظاهرة “النينا” على المنطقة العربية غالبًا، بارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، ولكن يحدث العكس في مناطق المغرب العربي حيث تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها. وتزداد فرصة حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي، فيما تزداد فرصة الجفاف في مناطق الشرق الأوسط والخليج العربي.

وتشير الدراسات الى أن التحولات واسعة النطاق في أنماط الطقس سببها ظاهرة مناخية تعرف باسم التذبذب الجنوبي (ENSO) هو تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، يؤثر على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتعتبر (ENSO) إحدى أهم الظواهر المناخية على الأرض نظرًا لقدرتها على تغيير دوران الغلاف الجوي العالمي، والذي بدوره يؤثر على درجة الحرارة وهطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، وتُعرف مرحلة الزيادة في درجة حرارة البحر بـ “إل نينيو”، بينما تُعرف مرحلة التبريد بـ”لا نينا”[4].

وحسب توقعات مركز التنبؤات المناخية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA)، هناك فرصة بنسبة 50-55٪ لتوافر ظروف عودة ظاهرة “النينا” هذا الخريف واستمرارها طوال شتاء 2020-2021.

وتعتبر تأثيرات “النينيو” و”لا نينا” من المتغيرات الرئيسية في تغيرات الطقس في الشرق الأوسط. وأثبتت أوراق بحثية مقدمة أنه يجب إضافة مؤشرات “النينيو” و”لا نينا” إلى متغيرات التنبؤ بالطقس بسبب آثارهما الرئيسية على درجة الحرارة القصوى الشهرية[5].

ولظاهرة “النينيو” و”النينا” تأثير مباشر على هطول الأمطار في دول الخليج. من دراسة وتحليل بيانات هطول الأمطار لدولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، والتي تم جمعها بين عامي 1980 و2013، تبين أن ظاهرة النينيو و”النينا” لها تأثير على كمية الأمطار المسجلة. حيث أن معظم الفترات التي كانت ظاهرة “النينيو” سائدة كانت هناك كميات متزايدة من المطر، والعكس بالعكس بالنسبة لـ”النينا” التي أدت إلى كميات أقل من الأمطار.[6]

 

المصدر: MenaCC

 

الهوامش:

[1] Weather Trends International Fall 2020 – Winter 2021 Asthma, Flu, Pollution & Weather Forecast for the Pharmaceutical Industry weathertrends360 (PRNewsfoto/Weather Trends International), Weather Trends International, May 06, 2020,https://www.prnewswire.com/news-releases/weather-trends-international-fall-2020—winter-2021-asthma-flu-pollution–weather-forecast-for-the-pharmaceutical-industry-301054018.html
[2] August 2020 Climate Forecast Discussion for Sep-Nov through Dec-Feb, The IRI, NOAA’s Climate Program Office and Columbia University, part of The Earth Institute, Columbia University, august 2020, https://iri.columbia.edu/our-expertise/climate/forecasts/seasonal-climate-forecasts/[3] أنظر قاعدة بيانات مرصد ArabiaWeather.com
[4] BARCLAY IDSAL, NOAA LONG TERM WINTER FORECAST 2020-2021 | 55% CHANCE OF LA NIÑA!, JULY 14, 2020, https://www.ski.com/blog/noaa-long-term-winter-forecast-2020-2021-55-chance-of-la-nina/
[5] Maryam Hamedani Azmoodehfar, seyed Ali Azarmsabaa, Assessment the Effect of ENSO on Weather TemperatureChanges UsingFuzzyAnalysis (Case Study: Chabahar), Faculty of Marine Sciences, Tarbiat Modares University, Tehran, Iran, APCBEE  Procedia    5   ( 2013 )   508  –  513 2212-6708, Published by Elsevier B.V.Selection and peer review under responsibility of Asia-Pacific Chemical, Biological & Environmental Engineering Societydoi: 10.1016/j.apcbee.2013.05.086 ICESD 2013:January 19-20, Dubai, UAE
[6] Mohamed AlEbri, Hasan Arman, Abdeltawab Shalaby, The Impact of El Niño and La Niña on the  United Arab Emirates (UAE) Rainfall,    Department of Research & Development, National Centre of Meteorology & Seismology (NCMS), Abu Dhabi, UAE, eneral Scientific Researches, Vol(4), No (1), March, 2016. pp. 5-10

 

Print Friendly, PDF & Email