- الاتفاق يحسن من آفاق النمو في البلدين ويقلب ميزان القوة ضد إيران لصالح “الخليجي”
- الامارات والبحرين على خارطة تكنولوجيا العالم في المستقبل
- الامارات والبحرين تجدان مكانا في الاقتصاد العالمي الجديد بفضل اتفاق السلام مع إسرائيل
- براغماتية الامارات تجعلها الأولى عربياً في طريق التحول لقوة اقتصادية عالمية
- الاتفاق أكبر ضربة لمطامع إيران وتركيا في المنطقة
- الاتفاق يضاعف قوة “الخليجي” ضعفي قوة إيران
- السلام الاماراتي الإسرائيلي يسرع من تحول الامارات الى منصة عالمية للإنتاج التكنولوجي
- افاق التنمية في الامارات والبحرين أكثر تفاؤلا بفضل اتفاق السلام مع إسرائيل
ادارة أبحاث المركز
(MenaCC)
15 سبتمبر 2020
ملخص البحث: يمهد اتفاق السلام الاماراتي البحريني مع إسرائيل لامتلاك دول الخليج وسائل قوة ردع جديدة تقلب ميزان القوة في المنطقة على المديين القريب والمتوسط لصالح دول مجلس التعاون الخليجي على حساب القوة الإيرانية والتركية المتنامية، وبذلك تتجه دول الخليج عسكرياً واقتصادياً لامتلاك مقومات القوة الإقليمية الناشئة المتجهة نحو العالمية والتي قد تنافس بشكل مباشر القوة التركية الصاعدة وقوى آسيوية أخرى. ومن المحتمل أن يشهد الاتفاق الاقتصادي بين شركاء السلام الثلاثة تطورا قد يقود الى شراكة عسكرية لوجيستية مع دول الخليج تقطع الطريق أمام محاولات توسع النفوذ الايراني والتركي في المنطقة.
وتوصل تقرير بحثي حول “دوافع الامارات والبحرين لعقد سلام مع إسرائيل” أعده مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) الى أن التفوق العلمي والتكنولوجي والاقتصادي أهداف تدفع البلدين الى اعتماد برغماتية سياسية لمواجهة انكماش الاقتصادات النفطية والتغير المحتمل لميزان القوة في الشرق الأوسط، حيث تعمل إيران على كسب رهان التطور الاقتصادي والعلمي في حين اجتازت تركيا مراحل متقدمة في تحسين تموقعها الاقتصادي والعلمي التنافسي. الا أن الامارات بالدرجة الأولى عبر التحالف المصلحي والمناشد لتحقيق السلام مع إسرائيل، قد تستفيد من التبادل العلمي والتكنولوجي بين البلدين لإحداث ثغرة في التنافس المحموم على القوة مع كل من إيران وتركيا في المنطقة والتفوق عليهما تكنولوجياً عبر امتلاك أحدث وسائل تكنولوجيا الغد والاستفادة من شبكة التوزيع والتسويق العالمية التي يهيمن عليها مستثمرون دوليون لهم روابط مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل والذين على الأرجح أنهم متفائلون بهذا الاتفاق ومن غير المستبعد توقع زيادة تسهيلات أمام رواج منتجات واستثمارات اماراتية وبحرينية في الخارج.
وتتمتع إسرائيل بأوسع شبكة مصالح في العالم أولا: من خلال الشركات متعددة الجنسيات والتي تعود نسبة كبيرة من ملكياتها لأثرياء يهود منتشرين عبر العالم داعمين لسلام إسرائيلي عربي في المنطقة لكونه سبباً محتملاً في زيادة توقع تدفق الاستمارات الدولية في الشرق الأوسط، ثانيا: عبر لوبيات اقتصادية ومراكز نفوذ وأبحاث واعلام يمكنها أن تتحول داعمة لرواج المنتجات أو الاستثمارات الإماراتية والبحرينية في العالم.
وعموماً قد يدعم الاتفاق قدرة التصنيع الخليجي ورفع منافسته خاصة في مجالات الصناعة التكنولوجية والحلول الذكية والقدرات الصحية والطبية والبحثية وحلول البيئة.
التعاون المشترك قد يحول الامارات والبحرين لمنصات صناعات تكنولوجية واعدة
يساعد اتفاق السلام بين الامارات والبحرين واسرائيل في تعزيز وتنويع الاستثمارات وجلب إيرادات متنوعة غير نفطية تدعم تسريع تحقق أهداف التنمية في البلدين. ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو الامارات والبحرين على المدى القريب.
ومن المرجح أن تجني الإمارات والبحرين من اتفاق السلام دعماً كبير لصالح نمو سريع متوقع لصناعة التكنولوجيا في البلدين وخاصة في الإمارات بالنظر لتوفر البنى التحتية، حيث يعتبر خيار التصنيع التكنولوجي رهان التنافسية المستقبلي التي تعول عليه إدارة أبوظبي كأفضل بديل للصناعة النفطية بالنظر لكونه صديق للبيئة وذات قيمة مضافة عالية.
وتعتبر إسرائيل اليوم واحدة من رواد التكنولوجيا عالية التطور في العالم. حيث انتشرت هذه الصناعة على مدار العشرين عامًا الماضية مع انضمام بعض شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم إلى الشركات الناشئة الإسرائيلية والتي استفادت من مهارات سكان إسرائيل وأنشأت مراكز بحث وتطوير في البلاد. وتحوز إسرائيل اليوم على مكان كبير على خريطة التكنولوجيا العالمية[1]. وتحتل إسرائيل اليوم المرتبة الخامسة عالمياً في استثمارات التكنولوجيا المالية بعد الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند وتمثل 5.1٪ من الاستثمارات العالمية في هذا المجال[2].
وما يقلق حفيظة إيران وتركيا معاً توقع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي الاماراتي والبحريني وما سيكون لذلك من تداعيات على وتيرة سباق التفوق الإقليمي في المنطقة والمرجح ان يميل على المدى المتوسط لصالح دول الخليج على حساب إيران في مجال التصنيع والخدمات المالية والصحية وصولاً الى التفوق العسكري بامتلاك قدرات حربية من طراز الجيل الخامس.
وتمتلك إسرائيل أكثر شركات العالم سرعة في التطوير والابتكار التكنولوجي في شتى المجالات وهو ما سيمثل البوابة الكبرى للاستفادة الإماراتية والبحرينية من خلال دعم شراكات مصلحية تعود بالنفع على تعزيز وتنويع إيرادات الدولتين الخليجيتين وتسرع من وتيرة اندماج اقتصاداتها في منظومة الاقتصاد العالمي الجديد الذي بدأ التخلي تدريجياً عن الاهتمام بالطاقة الأحفورية نحو دعم الطاقات النظيفة.
وتمثل الشركات الإسرائيلية الرائدة في الابتكار التكنولوجي ثلث قائمة أفضل 50 شركة في العالم الأكثر ابتكارًا في عام 2020[3].
وعلى الأرجح أن اتفاق السلام بين الامارات العربية مع إسرائيل قد يجلب فرصًا في مجال الطاقة والسياحة والتكنولوجيا بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي حيث قد تتسارع وتيرة تعافيه من تداعيات كورونا أسرع من اقتصادات عربية أخرى وذلك بفضل توقع زيادة كبيرة في عدد وقيمة الصفقات التجارية[4] ليس فقط بين المؤسسات الإماراتية وشركات إسرائيلية ولكن مع مجموعات اقتصادية متعددة الجنسيات في دول كثيرة ترحب بالسلام في المنطقة وتعتبره حافزا إيجابياً للاستثمار في قطاعات مختلفة.
وقد تم الإعلان عن أول ثمار التعاون التكنولوجي المرتقب بين الامارات وإسرائيل بالفعل بعد أقل من يومين من إعلان البيت الأبيض عن اتفاق السلام، بعد أن وقعت شركة الاستثمار الوطنية الإماراتية APEX “اتفاقية تجارية استراتيجية” مع مجموعة Tera الإسرائيلية للتعاون في البحث والتطوير المتعلق بـ COVID- حسب بيان وكالة أنباء الإمارات الرسمية.
ولدى إسرائيل أكبر منصة عالمية بعد “وادي سيلكون فالي” في الولايات المتحدة للتطوير والاختراع. اذ تعمل أفضل عشرة شركات تكنولوجيا ضخمة على تعميق مشاركتها في السوق الإسرائيلية على مدى السنوات القليلة الماضية واستفادت من تقنيات إسرائيلية للمساعدة على تطوير أعمالها الأساسية، في حين استحوذ مؤسسات أخرى على شركات إسرائيلية ناشئة واستوعبت تقنياتها المبتكرة.[5]
السلام قد يضاعف تدفقات الاستثمارات الدولية نحو الامارات والبحرين
يتحرك المستثمرون في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لإبرام صفقات في بيئة أعمال واعدة مرتبطة باستقرار الامن في المنطقة وحل القضية الفلسطينية بشروط عادلة تدعمها الامارات للحفاظ على حق الشعب الفلسطيني. ولأجل تفعيل الحل كان من المهم حسب رؤية أبو ظبي ايجاد اختراق دبلوماسي في العلاقات مع إسرائيل والمبادرة الإيجابية التي انضمت اليها البحرين لصنع السلام بدل الصراعات التي استنزفت مقدرات الشعوب وقلصت من ازدهار دول الشرق الأوسط وهددت الافاق التنموية على المدى البعيد في حال نفذت الثروات الطبيعية التي تشكل الدعامة الأساسية لمداخيل نصف الدول العربية (الغاز والنفط والفسفاط والمحاصيل الزراعية).
الاتفاق يدعم تحقق أهداف الامارات نحول التحول الى منصة تكنولوجية عالمية تنافسية
من غير المستبعد أن تستفيد الامارات من الشبكة الدولية التي أسستها إسرائيل منذ عقود طويلة بالتعاون مع أصحاب النفوذ من اليهود في عالم المال والاعمال في العالم، فقد تنال المنتجات الإماراتية أولوية على منتجات أخرى في السوق الدولية على المدى المتوسط بفضل الشراكات العالمية خاصة على مستوى التوزيع والترويج، كما قد تتعزز الصفقات المشتركة بين شركات إماراتية وأخرى متعددة الجنسيات لديها علاقات مصالح تفاضلية مع إسرائيل.
ومن المتوقع على المدى المتوسط والبعيد أن تحسن الامارات من تموقعها في السباق الإقليمي من أجل امتلاك مقومات قوة المستقبل المعتمدة على التكنولوجيا. حيث أن الامارات قد تكون الدولة العربية والشرق الأوسطية الوحيدة التي تمتلك أغلب مقومات تكنولوجيا الغد من الجيل الخامس في شتى المجالات العسكرية والسلمية والاقتصادية.
وقد يتحسن أيضا تنافسية المنتج الاماراتي بفضل توقع شركات كبرى بين المؤسسات الإماراتية و(برواسرائيلية او متعددة الجنسيات بقيادة يهودية او إسرائيلية) حيث يؤثر اللوبي الاقتصادي اليهودي في العالم على آليات التسويق والتوزيع للمنتجات في العالم من خلال شركات التوزيع او منصات الترويج الالكترونية الجديدة والتي تهيمن عليها إدارات تنفيذية يهودية وإسرائيلية.
الى ذلك فان استفادة الامارات من الاتفاق مع إسرائيل سيكون غير مسبوق في زيادة دعم نفوذ الامارات في المحافل الدولية بفضل غير ممانعة متوقعة من أكبر لوبي مؤثر على أصحاب القرار في البيت الأبيض بالإشارة الى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التي تسمى اختصاراً “أيباك” التي رحبت باتفاق السلام. الى ذلك ستتاح فرص استثمارية أكبر للإمارات في صفقات دولية خاصة بعد توقع نيل دعم شبكة المصالح الدولية التي تؤثر فيها كيانات اقتصادية عملاقة لديها روابط لوبيات النفوذ اليهودية في العالم.
وحسب أبعاد الاتفاق الاماراتي مع إسرائيل فمن المرجح ان تختصر الامارات المراحل للتحول الى منصة انتاج تكنولوجي بمواصفات عالمية. وتسعى الامارات الى ان تكون قوة صاعدة وجزئاً في التغيير العالمي حيث تكافح من أجل تعزيز مكانها في الاقتصاد العالمي الجديد. ومن المفترض أن تدعم الشراكة العلمية والتكنولوجية بين الامارات وإسرائيل النقل التكنولوجي والحلول المعتمدة على ذكاء الاصطناعي الى المخابر الإماراتية، علما أن اسرائيل الأولى عالمياً في وتيرة التطوير والابتكار داخل وخارج أراضيها خاصة بالتعاون مع كبرى المحاضن العالمية التي يديرها يهود في أميركا وأوروبا.
الاتفاق ضربة للمطامع الإيرانية وخطوة نحو التفوق الإقليمي
الخطوة التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الاستراتيجي لكل من الامارات والبحرين وإسرائيل تمهد الطريق لفتح روابط اتصالات واستكشاف مشاريع مشتركة[6] فضلاً عن دعم التعاون المشترك في تطوير الترسانة العسكرية والحرب الالكترونية ضد مطامع تهديد مشترك يتمثل في النظام الإيراني. الى ذلك فان تسهيل تطوير المخزون العسكري الاماراتي والبحريني والخليجي بأحدث الأسلحة على غرار مقاتلات F-35 سيمثل قوة ردع كبيرة للحفاظ على المصالح الخليجية ودعم القوة الذاتية لدول مجلس التعاون الخليجي وهو ما سيدعم التفوق على حساب إيران.
وعلى صعيد آخر، فان الأمن السيبراني (أكبر التحديات المستقبلية لدول الخليج) سيكون أكثر القطاعات استفادة من التعاون المتقدم المتوقع مع الخيرات الاسرائيلية في هذا المجال وهو عامل مساعد على بناء حصن متين أمام تصاعد الهجمات السيرانبة الإيرانية، ومثل هذا التعاون تخشى منه طهران لأنه سيضعف تهديداتها الالكترونية لدول الخليج وسيجعلها مكشوفة بفضل توقع تحسن البنى التكنولوجية الخليجية خاصة على المستوى الأمن الالكتروني.
ويوفر الاتفاق مع إسرائيل التزاماً دولياً بأمن دول الخليج وتعزيز قوتها الذاتية وهو ما يمثل أكبر ضربة ضد مطامع إيران التوسعية فضلاً عن كون هذا الاتفاق نواة معاهدة سلام طويل الأمد ان وافق عليه الفلسطينيون فسيحظون بفرص كبيرة لتأسيس دولتهم والتفاوض على حيادية القدس وعدم تهويدها وتحسين نسبة التنمية الداخلية وضمان مستقبل زاهر لأجيال الفلسطينيين في المستقبل. وبذلك فان تموقع مجلس التعاون الخليجي كقوة مشتركة سيتحسن بشكل كبير ما يسمح بضمان ازدهار الأجيال المقبلة وتمتع دولها بوزن إقليمي وعالمي يكبح جماع الأطماع الخارجية.
السلام يعزز مستقبل شروط التفاوض العربي الإسرائيلي حول القضية الفلسطينية
تمهد هذه المبادرة التكتيكية الامارتية البحرينية لامتلاك مقومات القوة الإسرائيلية نفسها لتحسين شروط التفاوض معها مستقبلاً على حل عادل للقضية الفلسطينية وبديلاً عن صراع وهمي عربي إسرائيلي استفادت منه تركيا وإيران لابتزاز الدول العربية وفلسطين من أجل ضمان التفوق عليها.
وتكشف توقعات تضمنت في وثيقة منشورة منذ ثلاثة عقود استراتيجية إسرائيل المستقبلية، حيث أوضحت الوثيقة التي حملت عنوان “مستقبل إسرائيل: القوة الذهنية والتكنولوجيا المتقدمة والسلام”[7] أن لا خيار لإسرائيل لتعزيز توقعها في الاقتصاد العالمي الجديد الا بتحسين ظروف السلام ولا يمكن لفرصة للسلام الا بوجود شركاء كبار وأقوياء. وهو ما يجعل الاتفاق بين البلدان الثلاثة مربحاً للجميع. حيث قد تزيد وتيرة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو كل من الامارات والبحرين وإسرائيل، اذ يبحث المستثمرون عن بيئة تزخر بالسلام لكن هذا السلام يبقى مشروطاً وفق هذه الوثيقة بحل النزاع مع الفلسطينيين ووقف الاستيطان وهو ما التقت حوله رؤية أبو ظبي والمنامة مع إدارة البيت الأبيض وحفز في النهاية التوصل الى اتفاق سلام الى العلن.
2020 © مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية MenaCC
الهوامش:
[1] Tourist Travel, Israel’s Hi-Tech Industry: The Beginnings, https://www.touristisrael.com/israels-hi-tech-industry-the-beginnings/5743/
[2] Reuters Staff, Investment in Israeli financial tech firms doubled in 2019, https://www.reuters.com/article/israel-tech-fundraising-idUSL8N2DT36W
[3] NoCamels Team,14 Israeli Companies Named Among World’s ‘Most Innovative’ Firms In 2020 By Fast Company, March 10, 2020, https://nocamels.com/2020/03/14-israeli-companies-most-innovative-2020-fast-company/
[4] Corin Degani, Israel’s Normalization With the UAE May Bring Energy, Tourism, Tech Opportunities, Haaretz, 17 -8-2020, https://www.haaretz.com/israel-news/business/.premium-israel-s-normalization-with-uae-may-bring-energy-tourism-tech-opportunities-1.9077728
[5] Amir Mizroch, The World’s Top Tech Firms Turn to Israel, Haaretz, https://www.haaretz.com/haaretz-labels/snc/MAGAZINE-1.6566362
[6] Felicia Schwartz, and Stephen Kalin, Israel and U.A.E. Get Down to Business, The Wall Street Journal, 21-08-2020, https://www.wsj.com/articles/israel-and-u-a-e-get-down-to-business-11598035520
[7] Bernard Avishai, Israel’s Future: Brainpower, High Tech—and Peace From the November-December 1991 Issue, Harvard Business Review, https://hbr.org/1991/11/israels-future-brainpower-high-tech-and-peace