الكويت، 1 ابريل 2022 (MenaCC): مع تركيز العالم على الحرب في أوكرانيا وتبلور اتفاق نووي إشكالي للغاية مع إيران، برزت أهمية لتمتين تحالف دفاعي بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي التي تتعرض لتهديدات أمنية نوعية خاصة من الحوثيين المدعومين ايرانيا. وبدأت تتشكل حاجة ماسة لتعزيز منظومة دفاع خليجية متكاملة على شاكلة منظومة درع صاروخي أو ما يعرف بالقبة الحديدية بهدف حماية شعوب الخليج من هجمات صاروخية في محاكاة للقبة الحديدية الإسرائيلية.
وكانت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الأخيرة التي شنّها الحوثيون المدعومين من إيران على أبو ظبي بمثابة تذكير بالغ الأهمية بضرورة سعي الإمارات العربية المتحدة لتعزيز دفاعاتها الجوية. وينطبق الشيء نفسه على الأرجح على الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما المملكة العربية السعودية.
تعتمد دول الخليج على أنظمة دفاع جوي مختلفة لكن أغلبها من طرازات أمريكية وبدرجة ثانية أوروبية وسوفياتية. لكن مع تصاعد التهديدات الحوثية برز اهتمام متصاعد بدعم أنظمة الدفاع الجوي والاستفادة من الخبرات الإسرائيلية.
ونظرًا لأن إسرائيل تواجه تهديدًا مشابهًا دفعها لتطوير نظام دفاع جوي رداع للهجمات الصاروخية عرف بمنظومة القبة الحديدية، فمن غير المستبعد تجديد اهتمام دول خليجية بنقل التجربة الدفاعية الإسرائيلية للخليج بقصد تعزيز قدرات الدفاع الجوي لدول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير يمنع تعريض حياة المواطنين الخليجيين ومصالح للخطر.
ورغم أن صفقة الإمارات الأخيرة بقيمة 3.5 مليار دولار لشراء نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي M-SAM تقلل من فرص شرائها لنظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الا ان الاهتمام بنقل الخبرات الدفاعية الإسرائيلية والاستفادة منها غير مستبعد بالنظر لزيادة هجمات الحوثيين باستخدام صواريخ بالستية أو مسيرات متفجرة. وبعد اجتماع النقب في إسرائيل والذي شاكرت فيه الامارات والبحرين والمغرب ومصر، كشفت مصادر اسرائيلية عن وجود اتفاقية دفاع جوي محتملة مع حلفاء إقليميين لتل آبيب[1]. الصفقة المرتقبة قد تواجه تهديد الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية من الأراضي اليمنية. الى ذلك هناك احتمالات أكدتها تقارير مخلفة عن وجود مساع خليجية امارتية خاصة ومغربية من اجل دعم قدرات دفاعها الجوي بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.
المساعي الخليجية لرفع قدراتها الدفاعية بررها نمو الانفاق العسكري. اذ تمتلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أكبر ميزانيات دفاعية في المنطقة، تخصص نسبة هامة منها للاستجابة لحاجة باتت الأكثر إلحاحًا وهي دعم أنظمة الدفاع الجوي[2]. وتسعى الرياض وبقية عواصم الخليج الى تعزيز أنظمة دفاعها الجوي خاصة بعد تقليص الولايات المتحدة قبل سنوات لمنظومات دفاعاتها الجوية من طرار باتريوت بالتزامن مع خفض وجودها العسكري بالخليج.
وقد أبرمت السعودية خلال شهر مارس اتفاقا مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتصنيع أجزاء من منظومة “ثاد” الصاروخية للدفاع الجوي محليا. في حين أعلنت دول أخرى تعزيز مبيعاتها لمنظومات دفاع جوي أوروبية وأمريكية. وفي حال التزمت واشنطن بوعودها إزاء إتمام صفقات الأسلحة المتطورة المبرمة مع السعودية قد تنجح المملكة في قيادة جهود لإرساء مظلة دفاعية خليجية قوية تحمي دول مجلس التعاون ضد التهديدات الخارجية مستغنية بذلك عن المنظومات الدفاعية التقليدية.
2022 © مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية MENACC
هوامش:
[1] إسرائيل تعمل على اتفاقية دفاع جوي مع حلفاء إقليميين، ٣١ مارس ٢٠٢٢،
https://ar.timesofisrael.com/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%84/
[2] Yaakov Lappin, Israel Can Help the Gulf States Bolster Their Air Defenses, nationalinterest, March 2022, https://nationalinterest.org/blog/buzz/israel-can-help-gulf-states-bolster-their-air-defenses-201146