– اتحاد الامارات أكثر صلابة في عهد محمد بن زايد
– رؤية بن زايد أثرت في جيل عربي بأسره: إيجابية التغيير وأولوية التعايش السلمي
– رؤية الامارات: عندما تصبح حياة أجيال المستقبل أولوية مطلقة محددة للسياسات الحاضرة
– الامارات سعت لتعزيز انتماء شبابها وانفتاحهم على الثقافات الأخرى المتعددة
– الامارات استثمرت في ترويج الخصوصية الامارتية وفرضها في العالم
– السلطة الاتحادية راهنت على التعايش وخلق فضاء صديق للبيئة وأكثر سلاماً
– الامارات في صدارة أكثر الدول العربية تحقيقا للانتماء والاندماج المجتمعي والاعتزاز بالهوية المحلية
– بن زايد من أهم الداعمين لتمكين المرأة في المناصب القيادية
– بن زايد وبن راشد بين أهم الداعمين العرب للمشاريع الأكثر صداقة للبيئة
– بن زايد دعم الاعتزاز بالانتماء للهوية الاماراتية والخليجية والعربية
– الاعتزاز بالانتماء للإمارات في أوجه بفضل بن زايد
– الحكومات العربية والاستثمار في أجيال الغد: الامارات الأولى عربياً
ادارة أبحاث المركز
MenaCC
الكويت، 17 مايو 2022: تسير الامارات نحو مستقبل أكثر ازدهارا وأماناً واستقرارا وبنسبة مخاطر منخفضة في المدى القريب والمتوسط في ظل قيادة رئيسها الجديد وحاكم أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أُنتخب لقيادة البلاد بعد وفاة الرئيس الاماراتي الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان 13 مايو الجاري.
ومن خلال دراسة مواقف وقرارات بن زايد خلال مسيرته منذ تولي ولاية عهد أبو ظبي الى اليوم، اتضح أنه نجح في توحيد حكام الامارات والشعب الاماراتي حول هدف اسعاد أجيال الغد وتوفير بيئة مثالية لهم من أجل مساعدتهم على تغيير الصورة النمطية للدور العربي في الإنتاج الفكري والابداعي العالمي، حيث تهدف الامارات مستقبلاً للتحول الى احدى القوى العالمية الناعمة المنتجة للفكر والخدمات القائمة على الذكاء وليس على الثروات الطبيعية. وقد منحت الحكومة الإماراتية أولوية مطلقة لتعزيز الاستثمار في الثروة البشرية والحلول الذكية المستدامة.
وقد أثبتت تجربة التغيير الإيجابي التي أشرف عليها بن زايد بنفسه منذ توليه مسؤولية ولاية عهد أبوظبي بالتنسيق مع بقية حكام الامارات لوصول البلاد الى مصاف الدول الأكثر قدرة عربياً وحتى عالميًا على تحقيق عوامل السعادة المستقرة لمواطنيها، مع توفير بيئة أكثر أمنا وازدهارا لأجيال الامارات في المستقبل. لأجل ذلك راهن بن زايد على الاستثمار في الثروة البشرية من خلال أولوية التحول لمجتمع المعرفة ودعم خيارات الحلول الذكية لجميع التحديات التي تواجهها البلاد. وتمكنت الحكومة الإماراتية خلال العقد الأخير بفضل رعاية بن زايد شخصياً من مضاعفة مستويات القدرات التكنولوجية للمنشآت والبنى التحتية والارتقاء بالقدرات والمواهب الإماراتية، بالتوازي مع أولوية الاستثمار في ديبلوماسية السلام وفرض قوة الامارات في العالم كدولة راعية للمواهب والمبتكرين حول العالم.
وحسب تقرير تحليلي للمركز، تحسّنت سمعة الامارات وامتدت حملة الترويج لأغلب بقاع الأرض خلال السنوات الأخيرة في العالم كوجهة واعدة للمتفوقين والموهوبين حول العالم. استفادت الدولة من ذلك في تحقيق مشاريع مبتكرة ساعدت في الترويج للبلاد وعادت بالنفع على الإماراتيين وخلقت بيئة تنافسية داخل المجتمع الاماراتي الذي باتت أجياله الجديدة تراهن على التميز والابتكار والانفتاح على الاستفادة من تجارب وثقافات الشعوب الأخرى.
مستقبل الامارات شارك في صنعه ولايزال أصدقاء للإماراتيين عبر العالم بفضل سواعدهم وأفكارهم، اذ زاد عدد المقيمين الأجانب بالبلاد خلال العقد الأخير بنحو مليون وافد جديد. حيث زاد عدد السكان من 8.9 مليون في 2011 الى 9.9 مليون بنهاية 2020. كما أتيحت للبعض منهم فرصة نيل الاقامة الذهبية المتاحة للنخب المتميزة والمؤثرة بشكل إيجابي في المجتمع الاماراتي. وهذا يندرج ضمن مبادرات السلطة الاتحادية لتشجيع استقطاب النخب الموهوبة للإقامة والعمل في البلاد من أجل تقديم الاضافة لتجربة التنمية الرائدة في الامارات العربية المتحدة.
إرادة سياسية حاسمة لدعم مقومات بيئة تعايش واعدة
راهنت الامارات في ظل خيارات بن زايد على تحسين مناخ التعايش في البلاد بين الاماراتيين والمقيمين وشعوب العالم، والاستفادة من ذلك لضمان أطول استقرار مجتمعي على المدى البعيد. حيث تحلّ الامارات كأكثر دول العالم العربي اليوم تقدما في بيئة التعايش والأكثر دعماً لدعائم مستقبل واعد لأجيالها في المدى البعيد حتى أفق عام 2060
وعبر رهان بن زايد على فرض خيارات التسامح والتعايش كمنهج حياة وأسلوب سياسة، تكلل هذا الرهان بنجاح ملموس في رفع مستوى إيجابية المجتمع وتحفيز قدراته من جهة، ومن جهة أخرى تمكن من تراجع بعض الظواهر السلبية في المجتمع الاماراتي في مقدمتها العنف والجريمة، وهي آفة تجتاح الشعوب العربية والخليجية الأخرى. وللحد من محفزات الظواهر السلوكية السلبية، راهنت الحلول المجتمعية لبن زايد على زيادة الاستثمار في جودة الترفيه والتسلية المعززة للإيجابية والمحفزة للسلوك الإيجابي والداحضة للسلبية والعنف والتطرف. وبذلك سجلت مؤشر العنف والتطرف في الامارات تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.
محمد بن زايد ورؤية تغيير جيل عربي بأسره
تميزت قرارات بن زايد بزيادة مرونة سياسات استيعاب الشباب وتمكينهم من فضاءات الابداع والتواصل الحضاري وتحقيق ذاتهم، وهو ما تترجم في زيادة المبادرات والفعاليات المستقطبة للشباب الموهوب الاماراتي والعربي والعالمي، وهو ما دعم التنافس في الخلق والابتكار ومثل فرصة لتبادل التجارب، ومنح الاماراتيين فرصة أكبر لإثبات قدراتهم أمام نظرائهم في العالم عبر إنجازات علمية ومعرفية مختلفة، الأمر الذي حفز ارتفاع ثقة الاماراتيين في قدراتهم وأنفسهم وأفكارهم وقدرتهم على التغيير في واقعهم وواقع العالم عبر الأفكار والتجديد وليس عبر العنف والتطرف.
وبفضل علاقات التوازن والصداقة مع دول العالم، اتسعت شبكة الاستثمار الاماراتي في خارطة الكوكب مراهنة على زيادة موارد واحتياطيات أجيال المستقبل من خلال دعم استثمارات صناديق الثروة السيادية، حيث يحظى اماراتيو الغد بأكثر الموارد والفرص المحققة لحياة الرفاه والبيئة المثالية المنسجمة مع التحديات المستقبلية في مقدمتها التغيرات المناخية المتسارعة.
ويمكن اعتبار رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد ونائبه محمد بن راشد بين أكثر الزعماء العرب صداقة للبيئة، اذ راهنا على خفض مستمر لانبعاثات الغازات الدفيئة وتقليص دور الصناعة النفطية في انتاج الثروة، حيث تظهر مؤشرات النجاح في التنويع الاقتصادي في زيادة نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 83% عام 2020، وتراهن القيادة السياسية لدولة الامارات على خلق بيئة مثالية صديقة للبيئة في 2030.
ولعل نجاح الحكومة الإماراتية في إدارة أزمات ضخمة مثل جائحة فيروس كورونا وتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتهديدات المناخية تقدم مؤشرات مطمئنة على قدرة استجابة القيادة السياسية للتحديات مهما اختلفت طبيعتها مع مرونة واضحة لتجاوز آثارها وطرح حلول عاجلة تحافظ على الأمن القومي للإماراتيين.
انخفاض مؤشر التهديدات المباشرة على الاماراتيين
انخفضت مستويات التهديد المباشر على الإماراتيين في عهد بن زايد بشكل مستمر، وذلك بفضل ديبلوماسية خفض التوتر التي ينتهجها رئيس الامارات الجديد المفضل لخيار الديبلوماسية على التصعيد والصدام، وبذلك تمكنت الامارات من معالجة أغلب خلافاتها الإقليمية والدولية عبر الانفتاح على الحوار وأولوية تقديم المصالح المشتركة. ولعل في انفتاحها على التعاون مع إيران وتركيا وإسرائيل، دلالات إيجابية على وجود ارادة ترسيخ مناخ الديبلوماسية والمصالح. الى ذلك بزر تمسك بن زايد باستقرار البيت الخليجي كرمزية لوحدة الهوية والمصير، وراهن أيضاً على اعلاء المصالح الشعبية المشتركة لحل الخلافات الخليجية، وهو المبدأ الذي يجمع عليه قادة الخليج والذي مثل دعامة حل الأزمة الخليجية وعودة التوافق بين الخليجيين بوساطات كويتية وسعودية.
وعلى صعيد الاستقرار الداخلي، انعكست خيارات التشاور والتوافق والتنسيق التي ينتهجها حكام الامارات لأجل المصلحة العليا للمواطنين اليوم ومستقبلاُ على زيادة متانة المستقبل السياسي لاتحاد الامارات، وهو ما يرسخ استقرار السلطة الاتحادية لتصبح أكثر صلابة من أي وقت مضى في ظل انسجام المواقف والإجماع بين حكام الامارات على رؤية النهوض بدولتهم وشعبها. رؤية تتطابق مع أهداف وطموحات رئيس الامارات محمد بن زايد. لذلك فان الاستقرار السياسي لدولة الامارات في المنظور القريب والمتوسط في أفضل حالاته وهو ما ينعكس ايجاباً على تعزز اليقين حول الازدهار المتوقع وحالة التطور المستمر مع تحسن كفاءة ادارة المخاطر المحدقة.
حافظ بن زايد على تماسك الاتحاد في مواجهة أزمات إقليمية ودولية مختلفة وراهن على تنسيق الرؤى المختلفة لحكام الامارات وتوحيدها من أجل توفير الخدمات الأفضل للإماراتيين وتوفير مستقبل أكثر ازدهارا وأقل مخاطر للأجيال الغد.
زيادة الامتنان والاعتزاز بالهوية الإماراتية بين الشباب يحسّن تماسك المجتمع
مثلما حققت سياسة بن زايد زيادة انفتاح المجتمع الاماراتي على الثقافات العالمية، نجحت أيضاً في ترسيخ وتعزيز الهوية الإماراتية والخليجية والعربية المسلمة لشبابها، حيث راهنت القيادة السياسية على دور الشباب كعنصر محوري في قاطرة النهضة التي تعيشها دولة الامارات المتحدة. واستطاعت فرض نموذج اماراتي ملهم لثقافة إيجابية مغايرة باتت تجربة يحتذى بها في فضاء العولمة المصدر لثقافات ومنتجات القوى العظمى. وبذلك خرجت الامارات من بوطقة الدول المستهلكة فقط لمنتجات وثقافات العولمة لمصاف الدول المؤثرة والمنتجة للأفكار والسلع التي ساعدت في تحسن حجم التبادل التجاري الاماراتي مع دول العالم. وقد راهنت الحكومة الاماراتية على رفع مستويات الجودة والابتكار وتحسين القيمة المضافة للتعليم ودعم المواهب من أجل المنافسة والتميز بأفكار وحلول ابداعية خلاقة تجعل الامارات منصة حالمة لتحقيق أفكار متجددة تعود بالنفع على المجتمع الاماراتي والعالمي.
آمن بن زايد بالاستثمار في تحسين الوعي العربي والاماراتي بقضاياه الملحة الحاضرة والمستقبلية، ولأجل ذلك دعم أولية الاستثمار في البحث العلمي، حتى باتت الامارات تستضيف أهم بيوت الخبرة والفكر في العالم، وهو ما دعم استشراف الحلول للتحديات امام الامارات عبر زيادة توسع سوق الاستشارات والدراسات.
ومثل رهانه على دعم دور الشباب، راهن بن زايد أيضا وبشكل محوري وأساسي وعن قناعة تامة بتحفيز دور المرأة لتكون شريكة للرجل في بناء مسيرة تطور دول الامارات ودعم تمكينها في المناصب القيادية وأمن بها كشريك فاعل في التغيير الملموس التي تعيشه جل الامارات السبع داخل الاتحاد.
المجتمع أكثر إيجابية من أي وقت مضى ومحصن ضد الظواهر السلبية
بفضل نتائج الاستثمار في التسامح والانفتاح والتعليم والايجابية، تحصد الامارات نتائج مشجعة لهذه السياسات المنعكسة على مجتمعها، حيث بات الشباب الاماراتي محصنا أكثر من أي وقت مضى ضد مظاهر الاقبال على العنف والتطرف. وبفضل الانفتاح المبكر والعقلاني والتعليم الجيد، بات الاماراتي يشعر بالندية مع نظرائه في الدول المتقدمة، حيث بات هناك شعور لدى الإماراتيين بأنهم ينتمون لبلد متقدم لا يختلف عن القوى العالمية المتقدمة. هذا الشعور الرائج يزيد من خلق فرص التميز والابداع والثقة في النفس وخفض مستويات الانعزالية والاكتئاب.
وعبر تحفيز الشباب على التطوع والمبادرات الخيرية، تعززت ثقافة المساعدة والإغاثة الإنسانية، وهو ما ينعكس على توظيف ايجابي لطاقة الشباب في الأفعال الخيرية التي أسهمت أيضا في تعزيز ديبلوماسية موزاية لدولة الامارات وسمعتها كبلد مانح للمساعدات لصالح الشعوب العربية والصديقة، وهو ما قد في النهاية لتوسع شبكة أصدقاء الامارات عبر العالم. ويسهم اليوم خيار استمرار نمو المساعدات الاماراتية لشعوب العالم في توسع الخارطة الاستثمارية للإمارات أيضا والتي تسهم في رفع جزء من التحديات الاقتصادية.
وحرصت الحكومة الاتحادية على حسن استثمار مختلف أشكال الفنون والاحتفالات والتظاهرات والمؤتمرات داخل وخارج الامارات للترويج للدولة كوجهة للسياحة والأعمال والابداع والتميز. وصاحبت حملات الدعاية الكبيرة على امتداد سنوات الترويج لخصوصية ثقافة الامارات ومعالم البلاد ورموزها التاريخيين. وبفضل زيادة الاقبال على زيارة الامارات من أجل السياحة او العمل، أتيحت فرصة أكبر للإماراتيين للتواصل مع شعوب من مختلف الثقافات وهو ما حسن قدراتهم التواصلية والفكرية والابداعية. وهو ما يعكس تطور الذوق الاماراتي الذي يؤثر على تطور قدرة الخيال والابداع. اذ ذاع صيت الامارات كمنصة صنع المواهب وهو ما حقق إيرادات متنوعة بفضل ذلك. وقد راهن بن زايد على تنمية قدرات الاماراتيين التواصلية مع جلّ شعوب العالم والانفتاح على ثقافات مختلفة وتحقيق أقصى درجة من التسامح وتحقيق المصالح المشتركة بالسمو على الخلافات الوقتية وعلوية مصالح الشعوب.
الخلاصة:
تنتظر الامارات فرصاً كبرى لتحقيق تميز عربي وعالمي جديد في ظل حقبة رئيسها الجديد محمد بن زايد الذي يراهن منذ سنوت على فرض تجربة التغيير الإيجابي في الامارات كواقع جديد ممكن ينقل الاماراتيين لمصاف الشعوب المتقدمة.
ونجحت مسيرة رئيس دولة الامارات الجديد حاكم أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في فرض واقع جديد للشباب الاماراتي وملهماً مستقبلاً واعدا لجيل بأسره من الشباب العربي أيضاً. حيث استطاعت سياسته التي راهنت على تحفيز القدرات الإيجابية للإماراتيين القفز بمؤشرات التعليم والابتكار والابداع ما مكن من صعود المواهب الإماراتية ومنافستها لمواهب عالمية وفرض الجانب الإيجابي من خصوصية الثقافة الخليجية العربية كنمط حياة وفكر ايجابي يحتذي به كنموذج تغيير ناجح وتجربة فريدة في العالم جعلت الامارات قوة ناعمة بعقولها المحلية وسواعدها من كل أصدقاء العالم. حيث تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم واحداً من أكثر الاقتصادات نمواً في غرب آسيا.
2022 © مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية MenaCC