8 أغسطس، 2020


ادارة أبحاث المركز

(MenaCC)

الملخص : على الرغم من تفوقها على بقية الدول العربية في جهود التقصي الوبائي، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات حقيقية إزاء احتمالات تجدد موجة ثانية من فيروس كورونا الخريف المقبل.

وبالنظر لحصيلة التقدم في التقصي الوبائي، تصدرت الامارات قائمة الدول عالمياً وعربيا وخليجيا في جهود التحقق من الحالة الوبائية بين أفراد المجتمع من حيث ارتفاع نسبة السكان الذين أجروا تحاليل covid-19، وتلت الامارات على المستوى الخليجي في مسار المسح الوبائي للسكان البحرين فقطر ثم الكويت فالسعودية، لتحل سلطنة عمان في المرتبة الأخيرة.

وحسب رصد لمركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي على الرغم من التفاوت بينها في جهود التقصي الوبائي، أكثر منطقة في العالم حققت تقدماً في التحقق من الحالة الوبائية بين سكانها مقارنة مع غيرها. وهذا التقدم يسمح لدول الخليج من زيادة القدرة على احتواء احتمال تجدد العدوى والتحصين المسبق لمجتمعاتها من أوبئة أخرى بالإضافة لزيادة معرفة جهات الرعاية الصحية لوضع الصحة العامة للمجتمع ومدى المناعة ضد الأوبئة.

وقد عرفت دول الخليج بدون استثناء فترات ذروة في الشهرين الأخيرين، ليتغير مسار التطور الوبائي نحو الانخفاض لكنه يبقى غير مستقر وقابل لاحتمالات عودة موجة ثانية من الفيروس قد يكون التغير الفصلي أو العدوى الوافدة احدى مسبباتها.

وبذلك يبقى الحذر والإبقاء على حالة الطوارئ الصحية الخيار الأمثل لهذه الدول المجاورة لمناطق باتت بؤرا لفيروس كورونا أبرزها إيران والهند والعراق وبنغلادش ودول آسيوية أخرى.

ومن أجل استباق المخاطر تستمر بعض الحكومات الخليجية في رفع جهود التقصي الوبائي وفهم كيفية انتشار وانتقال العدوى فضلا عن فحص الحالة المناعية لأفراد المجتمع. وتقدمت الامارات العربية المتحدة دول العالم في مؤشر نسبة التقصي الوبائي بالنسبة لإجمالي الشعب، حيث فاقت نصف سكان الامارات (55 في المئة). وأتت البحرين الثانية خليجياً (52 في المئة)، وقطر الثالثة (18 في المئة)، في حين حلت الكويت الرابعة (12.4 في المئة)، والسعودية الخامسة (11 في المئة)، وتذيلت الترتيب الخليجي سلطنة عمان (6 في المئة)[1].

ويُمكّن التقصي الوبائي الشامل والمركز من تقليص تجدد العدوى، بالإضافة إلى ذلك، فهو يعزز نظام الصحة العامة باستمرار ويجعله يواكب التحديات الوبائية غير المتوقعة مستقبلاً، سواء كان ذلك جائحة الإنفلونزا القادم أو أي عمل إرهابي بيولوجي. كما يمكن التقصي الوبائي الذاتي السلطات الصحية بشكل منتظم ومنهجي من جمع وتجميع وتحليل وإتاحة المعلومات حول صحة المجتمع والمشاكل الصحية البارزة للسكان، بما في ذلك الإحصاءات المتعلقة بالحالة الصحية والاحتياجات الصحية للمجتمع إزاء مخاطر الأوبئة وغيرها.[2]

وعلى الرغم من تكلفتها العالية تدعم جهود التقصي الوبائي لأكثر نسبة من السكان التدخل المستقبلي المبكر للكشف عن تطورات الأوبئة وطريقة التعاطي معها وكيفية رفع مناعة المجتمع ضدها. وهو ما يندرج ضمن تعزيز الامن القومي الصحي للرأس المال البشري.

وتسمح زيادة التقصي الوبائي بتقليص مخاطر خروج الوباء عن السيطرة وتجدد موجات ثانية، كما تمكن من فهم طريقة انتشار الفيروس وتقليص دائرة الشكوك والتطور المفاجئ للفيروس وزيادة تعزيز صحة المجتمع وتعزيز أساليب للرعاية الصحية والمجتمعية وتجنيب المجتمع تأثيرات سلبية للوباء على المدى القريب والمتوسط.

ويعتبر التقصي الوبائي أولوية قصوى عند أكثر الدول المتضررة في العالم كالولايات المتحدة حيث أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بزيادة التحقق والتقصي الوبائي بين أفراد المجتمع من أجل فهم أفضل للسبب الذي يجعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بمرض COVID-19 الحاد. واعتبرت هذه التوصية واحدة من الأولويات القصوى في استراتيجية CDC لمكافحة COVID-19. اذ ستوفر جهود التقصي الوبائي معلومات حيوية لمساعدة علماء مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومسؤولي الصحة العامة الآخرين على اتخاذ قرارات لحماية السكان الأكثر ضعفًا[3].

 

المصدر: مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC)

 

الهوامش:

[1]أنظر منصة رصد الوضع الوبائي في العالم، worldmeters، https://www.worldometers.info/coronavirus/
[2] Stephen M. Ostroff, M.D, Public Health Systems and Emerging Infections: Assessing the Capabilities of the Public and Private Sectors: Workshop Summary, NCBI, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK100248/

[3] CDC, Assessing Risk Factors for Severe COVID-19 Illness, June 25, 2020, https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/covid-data/investigations-discovery/assessing-risk-factors.html