سادتي القراء،
يتغير العالم بوتيرة سريعة. هذا التغير يواكبه تدفق ضخم للمعلومات المتداولة يجعل من الصعب تجسيد فهم بسيط للمتغيرات المتسارعة. حيث بات المواطن العربي والخليجي مشوشا أكثر من أي وقت مضى في محاولة استيعاب محيطه المحلي والإقليمي والدولي. وبات عرضة للتأثر أكثر من التأثير. وما قد يمثل مؤشراً مقلقاً زيادة تداول معلومات وبيانات مغلوطة غير موثوقة المصادر وتحمل في جزء كبير منها اشاعات من شأنها أن تزيد من تشويه فهم المواطن لقضاياه الملحّة وتجعله محبطاً متقوقعاً وسلبياً محجماً عن زيادة المشاركة الفاعلة في بناء المستقبل ويهدد انتمائه للمجتمع والدولة.
كما تبرز تحديات ضخمة أيضاً تتمثل في زيادة ظاهرة استخدام المعلومات وتحريفها من أجل خدمة أجندات هدفها تقسيم المجتمع العربي وتسطيح فهمه لواقعه ومستقبله.
في ظل هذا الواقع المشوش والمزدحم بتريليونات من المعلومات المتدفقة يومياً، وفي ظل نمو ظواهر سلبية أبرزها زيادة التشاؤم والسلبية، بات دور مراكز الفكر ملحاً وضرورياً وحيوياً أكثر من أي وقت مضى في انارة الطريق للموطن العربي والخليجي من أجل إعادة قراءة بناءة لواقعه وفهم نقاط الضعف وتمييز عوامل القوة، فضلاً عن المساهمة في مساعدة صناع القرار على ادارة وفهم التحديات بالاعتماد على تحليل موضوعي للقضايا واضاءة مواطن الايجابية في الواقع والمستقبل حتى تتمكن الدول العربية من تحقيق نهضة فكرية وثقافية باتت عماد الازدهار لمستقبل أجيال الغد.
وانطلاقا من مسؤوليتنا الأدبية، أسسنا مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية (MenaCC) لدعم تقدم الفكر العربي ومساعدة أصحاب القرار والمؤسسات والأفراد في دراسة التحديات والمخاطر والفرص التنموية وبحث مجالات التميز بالتركيز على أولويات أهداف الشعوب العربية المتطلعة لغد أفضل.
من خلال دراسات وتقارير ومختصرات أبحاث، يسعى المركز كمنبر فكر و منصة بحث علمي مستقلة لدعم جهود البحث العلمي الذي بات أهم روافد تقدم الشعوب ونهضتها.
يحاول المركز عبر شبكة من الباحثين المساهمين تقديم تقارير بحثية موثقة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جل مناطق العالم وبالأخص العالم العربي ومنطقة الخليج مع مراعاة معايير الموضوعية وعدم الانحياز الى أي جهة والالتزام بالشفافية والنزاهة الأدبية.
يهدف المركز الى فتح افاق أرحب لتطلعات المواطن العربي ويسهم بفاعلية في تقديم حلول وتوقعات قد يهتدي بها صناع القرار أو الباحثين أو النخب الفكرية في تفسير الظواهر والمتغيرات والتحديات المختلفة.
نعمل كفريق منسجم يتناول القضايا الآنية والملحة مع ضوابط عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. هدفنا الأسمى أن نقدم إضافة معرفية تسهم في البناء وتحسن من مستوى قراءة المواطن للواقع والمستقبل بعيدا عن التحريف والاشاعة.
وما يمليه علي ضميري أن نسهم في رقي مجتمعاتنا عبر العلم والمعرفة وبعيدا عن تجاذبات فئوية وأفكار رجعية وصراعات تذكيها حركات الإسلام السياسي التي باتت تمثل تهديدا على نهضة المجتمعات.
سادتي القراء، يسعدني انا وفريق المركز أن نتمنى لكم استفادة جيدة من تقارير ودراسات المركز، على أن تلتمسوا لنا العذر عن أي تقصير، مع الترحيب بمساهماتكم معنا وملاحظاتكم وانتقاداتكم أيضاً.
دكتور فهد الشليمي، رئيس المركز